الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

هل كل رزيقي دعم سريع؟؟؟

دولة العطاوة وأوهام النقاء العرقي ( ١_3)

بقلم :يوسف عبد المنان

في مثل هذا المناخ المرشحون بالكراهية ورائحة الموت ودموع الثكالي وجراح اكباد المجروحين وحالة الهياج المجتمعي يغيب منطق العقل وتسود عاطفة القلب ويستعصي على الكثير منا أن يكتب بما يمليه عليه ضميره ويأخذ في الانسياق وراء النسق العام والرأي العاطفي وبذلك تقبر الحقائق في ركام( تبن) المساكن والتبن أو التبنه هي مكان رمي الغمامه لمن لم يعيش في القرى والفرقان ر
منذ نشوب الحرب الحالية في ١٥ أبريل الماضي وجدت قبيلة كبيرة مثل الرزيقات نفسها في موضع لاتحسد عليه ولايتمني امرء أن يجد نفسه فيه قادة تمرد الدعم السريع أغلبهم من قبيلة الرزيقات والمقاتلين في الأرض من هذه القبلية حالهم كحال الدينكا حينما تمرد جون قرنق في ١٩٨٣ فاتكآ اولا على ظهر قبيلته فهل كان كل الدينكا متمردين؟؟ ومثله يوسف كوه الذي قاد تمرد جبال النوبة وهو من قبيلة صغيرة ميري فهل كل النوبة متمردين؛؛
يعتبر الدينكا في السودان القديم أكبر قبيلة ويعتبر الرزيقات في السودان الحالي أكبر قبيلة؛؛ فهل للكبر لعنة إصابة القبيلتين ام اعجبتهم كثرتهم وظنا بمقدورها الاستيلاء على السلطة بالقوة الغاشمه؟؟
الرزيقات قبيلة كبيرة وظلت تشكل درعا واقيا للسودان من تمردات أخرى في الجنوب ودارفور وشانهم كسائر المجموعات السكانية منهم الأنصار واتحاديين وحركة اسلاميه وبعثيين وشيوعيين ولم يجتمع الرزيقات كقبيلة ويفوضون حميدتي وال دقلو لشن الحرب على السودان والتمرد على القوات المسلحة بل الرزيقات أنفسهم بعضهم ضحايا لهذا التمرد مثلهم وبقية مكونات الشعب السوداني وحينما استثمرت حكومة المركز في مشروع الدعم السريع ومن قبله قوات حرس الحدود اول مافعلته أجهزة المخابرات في الخرطوم أن عزلت موسى هلال وحميدتي وإخوانه من النخب السياسية في المؤتمر الوطني وبزرة كثير من الشكوك حول مواقف قيادات مثل اللواء صافي النور وعبدالله مسار وعبدالحميد موسى كاشا والصادق الرزيقي والوليد مادبو من حزب الامه وكثير من أبناء الرزيقات حتى نجحوا في زرع الفتنه بين حميدتي وموسى هلال مستغلين طموحات هؤلاء القادة الشخصية والتناقضات بين (خشوم بيوت) القبيلة
منذ اندلاع الحرب وجد قادة الرزيقات أنفسهم في وضع لايحسدون عليه فالتمرد احكم قبضته على دمرهم وفرقانهم ومنهم وقمع اي صوت رافضا للحرب وارغم البعض على السكوت واغري آخرين بمال الإمارات وخزنة حميدتي التي لاتنضب من المال ولكن رجال مثل صافي النور وكاشا ومسار لايشترون بالمال ولاترهبهم بندقية الباشبزق نشط صافي النور في صمت لدرء وتخفيف حدت الاستقطاب وكذلك المهندس عبدالله مسار الذي خرج من الخرطوم إلى نهر النيل التي حكمها من قبل ثقة في أهلها وهي رسالة بليغة لمن يقرأ ماوراء الأشياء الهدف منها وقد انتاشته سهام المجروحين من التمرد بالتشكيك في نواياه وبلغ تطرف البعض أن رفض وجوده فى نهر النيل وقد أقبل صافي النور على ذات الخطوة من ولاية القضارف في محاولة للقاء المساليت وتخفيف ماعليهم من أحزان جراء مااغترفته أيادي قوات التمرد في دار مساليت ومحاولة محاصرت الفتنه وتكفيف آثارها ولكن توالت الاتهامات على صافي النور ومسار بصفة خاصة لتثبيط هممهم عن أي دور يمكنهم القيام به كقادة للسودان وليس زعماء لقبيلة الرزيقات التي تضررت من التمرد مثلما تضرر الآخرين
البعض يطالب قادة القبيلة بإدانة التمرد معنويا قبل السعي للإصلاح أو تقديم أي مبادرات لإيقاف الحرب أو البحث عن سبل داخلية لتخفيف وفي تقديري القضية لايمكن اختزالها في إعلان التأييد لهذا الطرف أو الطرف الآخر والا أصبحت غير مؤهلا للتوفيق بين الأطراف وليس هناك من يفرض على الجميع مايراه صحيحا ولكن العبرة بالصدق في المواقف والثبات على المبادئ فقادة كثر من قبيلة الرزيقات يساندون القوات المسلحة ويناهضون مشروع دولة ال دقلو وخير شاهد المرافعات التي قدمها الصادق إبراهيم الرزيقي وهو صحافي من قلب هذه القبيلة وظل اسمها قرينا به مما حمله أعباء لاتطاق ومنذ اندلاع الحرب نافح الرزيقي عن القوات المسلحة ولم تحدثه نفسه يوما بنصرة أبناء عمومته وربما مواقف قيادات أخرى لاتقل صلابة عن الرزيقي وصافي النور وكاشا ومسار بينما فجع الكثيرين في موقف البرفيسر سليمان صالح فضيل بركوبه تاتشر حميدتي وارتداء الكدمول تبعا لشقيقه الآخر قائد ثاني الدعم السريع اللواء عصام فضيل وأسرة فضيل التي تقود حركة المهمشين الجدد ودولة العطاوة اليوم لم تتعرض لظلم من أحد وظل تستثمر وتنشط في التجارة مع مكونات دولة ٥٦ التي لم يسأل يوما أحدا عن قبيلة آل فضيل حتى جاءت محنة الحرب الحالية وفقد بروفيسور سليمان فضيل مكانته في قلوب الناس بمولاة التمرد وارتقي الوليد مادبو في عيون الناس بمواقفه الصلبة حتى رشحه البعض لمنصب رئيس الوزراء واسهام الرزيقات في الشان القومي لم يبدأ بادم موسى مادبو وزير الدفاع في ستينات القرن الماضي ولكن إسهامات هذه القبيلة العريقة تمتد لسنوات مابعد الاستقلال حينما تولى المحامي عقيل أحمد عقيل منصب نقيب المحامين واستقبلت قبيلة الرزيقات عبدالناصر وشيخ زايد آل نهيان في رهد سبدو ببادية الرزيقات التي قدمت حسبو محمد عبدالرحمن الذي في سنوات توليه منصب نائب رئيس الجمهورية شيد الجامعات والطرق ودعم مشروعات المياه والتعليم وطاف السودان قرية بعد أخرى ولم يسأل أحدا عن قبيلة حسبو
أن تتمرد علي الدولة مجموعة لاينبغي أن تعميم التمرد على كل القبيلة من قبل تمرد خليل إبراهيم ومناوي من الزغاوة ولكن في الحكومة المركزية كان وزير عدلها دوسة وفي التعليم العالي التجاني مصطفى وتمرد عبدالواحد ولكن ظل الشرتاي جعفر يتقلب في المناصب والدمنقاوي التجاني يسيسي مساعدا للرئيس وجون قرنق في الغابة والدينكا يمثلون بجورج كنقور اروب كنائب لرئيس الدولة والشيخ بيش كور واليا وعبدالله دينق نيال وزيرا
يتمرد الأفراد وتتبعهم أغلبية أو أكثرية من الجنود ولكن تظل القبيلة محتفظة بدورها ويقف تمسك البرهان بالفريق إبراهيم جابر كعضو في مجلس السيادة دليل عافية وتميز بين موقف وموقف آخر ولاتزر وازرة وزر أخرى
ومشروع دولة العطاوة الذي أسس له حميدتي امانه عامة وأموال وجعل من مقر المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي السابق دارا للعطاوة وعين عمه جمعه دقلو مشرفا على المشروع واسند لابن عمي الخزامي الدكتور دقاش حسب الله دقاش مسؤولية كبيرة في المشروع ومن عجائب وغرائب هذا المشروع الذي يسعى لإقامة دولة العطاوة لايعدوا مشروعا للتكسب العاطفي واستمالة العوام من الناس وحشدهم لشي آخر لانعلمه ولكن إذا كانت هناك جديه في إقامة مثل هذه الدولة العطوية لما أسند لدقاش موقعا فيها باعتباره لاينتمي إلى السلالة العطوية فخزام لايجمعهم رابطا بعطيه الذي ربما سمع وهو في قبره بأن أحفاد أحفاد يبعثون من غابر التاريخ اشواقا لتاسيس دولة لامكان لها في أرض الواقع وفي الحلقة القادمة نتحدث عن ذلك.

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)