الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

*المجتمع الدولي وسياسة الكيل بمكيالين*

إبراهيم عيسى هدل hadalcom@hotmail.com
دأب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وما يسمى بالمجتمع الدولي على اعتماد المعايير المزدوجة والكيل بمكاييل عده تجاه قضايا الحروب وانتهاكات القانون الدولى الإنساني . يشاهد العالم غارات الطيران الصهيوني على قطاع غزة في أبشع جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يرتكبها الصهاينة بحق المدنيين العزل، بالإضافة لقطع المياه والكهرباء والغذاء والدواء عنهم بأكبر سجن للفلسطنيين بالقطاع، ويلوذ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وغيره من منظمات حقوق الإنسان الدولية بالصمت الرهيب حيال انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي للقوانين الدولية، بينما ينشط حيال نزاعات أخرى تهدد حلفاء أمريكا والدول الغربية فتصبح حرب أوكرانيا وحرب الخرطوم مهددة للأمن والسلم الدوليين بشكل مقلق للغرب، أما قتل المدنيين الفلسطينيين بغزة فهو دفاع مشروع عن النفس في نظر الرئيس الأميركي جو بادين الذي تعامى عن مجزرة أودت بحياة أكثر من ٥٠٠ شهيد قضى بالقصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني الأهلي بغزة، وأعلن دعمه الكامل لإسرائيل ومجلس حربها الهادف لاستئصال وإبادة الفلسطنيين ومحو قطاع غزة من الوجود .

لقد استنكر إعلام الصهاينة أسر مجندة عارية واعتبروه انتهاكا لحقوق الإنسان وتعدي وقهر للنساء، أما مجازر الاحتلال وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم الابراج على رؤوس ساكنيها، فهو دفاع مشروع عن النفس بحسب الأمريكان والصهاينة وأتباعهم من بعض الأعراب الأشد كفرا ونفاق، ومايزال بعض الأعراب ومكفوليهم من بني جلدتنا يؤملون خيرا في عدالة منظمات حقوق الإنسان والمحاكم الجنائية الدولية التي يحظر عليها حظرا اتهام جندي مجرد جندي واحد بالجيش الأمريكي أو مجند بجيش إسرائيل بجرائم حرب ناهيك عن القبض عليه وسوقه للمحكمة الجنايات الدولية، فلن يتورع الصهاينة عن دك المحكمة على رؤوس قضاتها فورا لو تجرأوا على محاكمة أبناء العم سام، لأنهم أبناء الله وأحباؤه وشعبه المختار، فأي عدالة دولية تلك التي لا يتساوى فيها الناس جميعهم أمام محاكمها ؟!!

قام إعلام الأعراب بحملة تشويه ممنهجة لكتائب عزالدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية”حماس” بوصفها امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة دوليا جماعة ارهابية راديكالية معادية للسامية، لأنها أعطت باطلاق الرصاصة الأولى الذريعة لإسرائيل لارتكاب المجازر ضد شعب أعزل، وأيد إعلام الأعراب إجرام الصهاينة وأدانوا صرخة القتيل، وموالاة بعض الأعراب لبني صهيون ليست غريبة على المرجفين بالمدينة من المنافقين وبقايا بني قريظة !!

لا يوجد ما يجمع بين كل من “د.أسامة فوزي، ود.طلال أبو غزالة، وعبدالباري عطوان، ومحمد دحلان” وغيرهم من الفصائل الفلسطينية من أقصى اليمين لأقصى اليسار سوى مشروع التحرر الوطني وإنهاء الاحتلال الصهيوني، بخلاف حال السودانيين لا يجمعهم جامع ولا توحدهم قضية وذلك لتقدم الأجندة الحزبية على المشروع الوطني الجامع وارتفاع منسوب النعرات القبلية العنصرية والجهوية على الهم القومي العام، لذا نشفق على السودان إن تولى أمره أمثال هؤلاء مدعي الوطنية وإقامة دولة المواطنة بلا تمييز بسبب الدين أو اللون أو العرق، لأنهم وكفلائهم من الأعراب غارقون حتى النخاع في وحل العمالة للصهيونية التي صنفتها الأمم المتحدة من قبل كشكل من أشكال التمييز والفصل العنصري في العالم، كما كان عليه الحال في نظام الفصل العنصري بجمهورية جنوب أفريقيا قبل رئاسة المناضل نلسون مانديلا لذلك الجزء من العالم.

ولقد وثقت الفضائيات قمع شرطة السلطة الوطنية الفلسطينية للمتظاهرين ضد جرائم الاحتلال برام الله، بينما ردت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على حرب الصهاينة بأسلحة الإدانة والشجب والاستنكار الفتاكة، وبهذا تم دق آخر مسمار في نعش هذه المنظمات العربية والإسلامية لأنها مثال للعجز وقلة الحيلة والهوان على الناس، وبدلا من الاجتماع الدوري وفي الملمات لمجرد الخطب العصماء والتصريحات الرنانة، كان من الأولى إصدار بيانات الإدانة والشجب ونشرها بوسائل الإعلام، وتحويل تكاليف سفر وإقامة وضيافة الوفود لعلاج الجرحى وإطعام أطفال غزة، ولعل في ذلك موقف تضامني أبلغ من جميع الخطب .

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)