في رثاء الحبر وآخرين الجفلن خلهن أقرع الواقفات
إ( هذي رؤاي)
عبد العزيز عبد الوهاب
إن السودان إذ يفقد اليوم بروف الحبر ،فإنه يقف بلا ساق ويحدق بلا صبر ولا بصيرة و يمحو بيده لا بيد عمرو ذواكره الباسطة النابضة ، وشخوصه الصفية الوفية و الحية ، الواحد تلو الآخر .
دون التوثيق لها وحلب أفكارها ورؤاها لتبقى زادا لميعاد ودواء لأسقام وسراجا لعتمات .
يتم التغافل جماعة وفرادى ، حكومات ومؤسسات عن الجلوس بأدب والتسجيل بأناة وحدب لحضرات مئات العلماء والحذاق ممن برعوا وسمقوا في اللسانيات والإنسانيات و في علوم الأرض والسماء ، ليمضوا إلى باطن التراب وصدورهم ملآى وعقولهم ضاجة بما كسبوا دون أن يفرغوا ما حوت في أشرطة التسجيل ووسائل التصوير مما يحفظ للبلاد عروتها وحضورها .
و يضع عنها وزر غفلتها عن المساهمة بمدماك في بناية الحضارة سواء في الداخل السوداني أو الخارج الإنساني ، ويرفع ذكرها بين الأمم و يرعى للأجيال حجتها وسداة أفهامها وأحكامها .
حتى متى نكتفي ببعض بكائيات وحكايات منقوصات عجلات عن التذكير بمحاسن و مزايا ومآثر رموز فخرنا وأعمدة مجدنا ، دون بذل الجهد في تحصين مكنونات وما وعت صدورهم وحمايتها من التآكل والتلف عبر إطلاق الصفحات العنكبوتية والقنوات على اليوتيوب الخاصة بكل عالم متفرد و حاذق مفرهد على إمتداد بسيطة هذا الوطن العملاق ، رجالا ونساء ، سوامق لوامع تشهد لهم حكومات الدول وشعوبها وجامعاتها ومنظمات الإقليم و الأمم المتحدة .
فلنتدارك سريعا وعاجلا ، نواضر السلك الدبلوماسي ، فرسان القوات النظامية ، أساتذة المدارس والجامعات ، رجال الأعمال الأوفياء ، الصفوة من سيدات المجتمع، الفنانين ، نجوم الكرة والمسرح ، وأصحاب الأفهام من حملة الأقلام ، همباتة السافل والصعيد وشعرائهم وحكاماتهم بل وحتى سفهائهم ففي جعبة كل منهم ما يغري بالتقريظ والتوثيق .
وبكلمة ، لا أقول في مقام فقد العالم الأريب واللسان الرطيب الحبر الثبت الصدق الراسخ بروف الحبر طيب الله ثراه ، وريث الشيخ العالم الضليع الوسيع والفهيم الحليم البروف عبد الله الطيب يرحمهما الله وكل الأسلاف النجباء وليبرد الله حشا بواكيهم ومحبيهم من أساتيذ وتلاميذ ، سوى التذكير بما قالته البادية في صفاء ونباهة واختزال صميم صارم :
الجفلن خلهن ..
أقرع الواقفات
ويا ترب السروراب أمانة ما دخلك راجل
ودمتم
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط