الأربعاء. أكتوبر 23rd, 2024

عندما ترك الرماة الكبري مدني تعيد إنتاج درس أُحد

( هذي رؤاي)
عبد العزيز عبد الوهاب

ما أقسى جرحك يا مدني وما أفدح خسارتك التي لم تكن لتقع ، لو لا أن الرماة تركوا الثغور والكبري ليرقصوا مع الراقصات ابتهاجا بنصر ( زائف.. زائل) ، جرى تسويقه عبر الفضاء دون أن يتم تثبيته على الأرض.

دلالة ذلك ما تم من إجتياح سهل سريع لمدني ، وفي كسر من الزمن ومن دون بذل جهد أو مقاومة تذكر ، بل حتى من قبل أن تغادر نشوة الإنتصار حلاقيم المتجمهرين الذين سهروا وما دروا أن الصباحات كانت حبلى بالمواجع المزلزلات .

أسئلة حارقة واستفهامات عريضة نرفعها بوجه حاكم الولاية وقائد الجيش فيها ، ولأن التاريخ سيسجل ما تقولون ، فإن الجسارة تقتضي منكما الإعتراف بصدق بحقيقة ما جرى عصر يوم الإجتياح الكبير ؛ الذى تم بمن وما لاعين رأت ولا أذن سمعت ؛ فأدمى وأبكى وروٌع . حتى أضحى أمثولة تُحكى عن الخيبات والخيانات ونقص المروءة ونكوص الرجولة .

منذ أشهر مضت أعلنت المليشيا المتمردة نيتها السيطرة على مدني ، وسعت لذلك بكل سبيل وعبر كل منفذ وفج ، فارتكزت جيوشها قبالة مداخلها وخنقت أنفاس الداخلين إليها ، من دون أن تكافئ حكومة الولاية أقدار الخونة المعتدين بأقدار أغلب وأظهر .

ثم مضت عنوة نحو هدفها المنشود والممكن بتقديراتها السياسيةوالعسكرية، والمدعوم بآلة إعلامية عالية الكعب نافذة السموم و السهام .

بينما لا تزال الدولة في عمومها والولاية في خصوصها سادرة في غي التغافل والتغابي عن مستصغر الشرر الذي ظهر مرة في أبوقوتة وتارة في الجديد و المسيد ، حتى تكامل جنده واحتشد عتاده في نحو 4 آلاف دعامي ومئات العربات والمواتر تسندها طغمة متصلة من الجواسيس والخونة المندسين وسط المنظومة الأمنية هنا وهناك .

لا تميل هذه الرؤى لإستباق الأحداث ولا للتخوين غير المسنود بالحقائق ، ولن تجري وراء ضرب مهنية الجيش وتيئيس الناس من بسالة جنوده . كما أن صاحبها على ثقة طليقة بأن صولة الباطل لن تهزم جولة الحق .

لكن ما حدث في مدني بكل هذه الرعونة والليونة يستحق أن نجد له جوابا!

* لماذا انتظر القائد كل هذا الوقت حتى تكامل جيش العدو، فلم يعد يفصله عن رئاسة الولاية سوى حجر يُرمى فيدك ويدمي ؟
* ما الذي حدث بشأن التعليمات التي صدرت بفتح كبري حنتوب لإدخال 4 دبابات إلى المدينة ، ليتم استغلال الأوامر من قبل قوات التمرد ليحدث ما حدث؟
* ما حقيقة وجود طابور خامس داخل المنظومة العسكرية في الولاية ؟

إن الواجب الأخلاقي والمهني يتطلب إجراء تحقيق عاجل داخلي وسري ، فمعركة استرداد المبادرة والتحكم بمسارها وصولا لرد العدوان واستعادة الثقة والأمان لا يمكن أن تتم بذات التفاصيل والشخوص الذين أنتجوا هذه الهزيمة النكراء ، حينما خانوا الأمة ومكنوا للأوباش من أن ينقضوا على المدينة من خلف ظهر الجيش والجبل !؟

سارعوا بإجراء جراحة عاجلة ، ولو أدت لبتر العضو (المنوسر جرحو) ، وإلا فإن ما حدث لمدني سيستدعي أن نرفع النداء عاليا :
إياكِ أعني فاسمعي ياقضارف

ودمتم

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)