الأربعاء. نوفمبر 13th, 2024

رسالة قبل الأخيرة.. أأيقاظ أمية، أم نيام !؟!!؟ 

 

 

.. فنجان الصباح

احمد عبدالوهاب

…………………………..

الآن .. وقد استحكمت المؤامرة وأخذت بخناق الوطن .. واشتدت الأزمة وأمسكت بتلابيب السودان.. وتم وضع البلاد وشعبها بين السيف والنطع.. وفوق المحرقة، وتحت المقصلة،

يصبح فرض عين على كل عقلاء بلادي إن كان لايزال فيهم عاقل رشيد، أن يقفوا صفا مرصوصا أمام زحف المؤامرة.. وأن ينهض كل حكماء بلادي إن كان لايزال فيهم قائد حكيم.. يتلافي فتنة هوجاء لا تبقي ولا تذر..

يا أهيل الحجا والفطنة والعقل الكبير أين غابت حكمة أهل السودان الموروثة.. هل ذهبت بها رياح الهبباي، أم حملتها رياح الخماسين، ام دفنتها هبوب الصعيد وسفت عليها السوافي..؟

أين ضاعت الفطانة وغابت الأمانة.. وأين ذهب العلم والفهم والحلم.. وأنتم تقتتلون على جنازة بحر.. وتتعاركون على أشلاء وطن.. ولعاعة من الدنيا..

أما علمتم ياقادة البلاد أن رامي العشيرة يصيبه سهمه، وأن من يطلق رصاصة على أخيه كمن يطلق النار على قدميه.. ماذا تركتم إذن للاعداء وانتم تعدون العدة والعتاد لقتال أبناء العمومة.. في غير ثار ولا خصومة..

هب أن أحد قادتنا الاشاوس قد انتصر بعد خراب سوبا، فهل سيهنأ بنصره إلا كما هنأ به حفتر في بني غازي أو كرزاي في كابل.. أو الجلبي في بغداد..

سيان المنتصر منكم كما المهزوم.. ستلاحقه اللعنات ، ويكون نصره المعطون في الدم الحرام بطاقة تؤهله للجحيم وتزفه إلى جهنم.. لعنات ستمنح الإخوة الاعداء من منتصر أو مهزوم، زمالة السعير مع هولاكو وفرعون وشارون وبئس المصير..

يا سعادة الكوماندور الحلو هذه فرصتك السانحة للانقضاض، فحراس المعبد في إجازة، وحماة الديار في حرابة .. ويا معالي القائد عبد الواحد نور قد جاء دوركم للافتراس على طبق من ذهب.. فالاخوة الأعداء مشغولون ببعضهم.. الخصام بينهم مستحكم، وبأسهم بينهم شديد.. وليس بينهم رجل رشيد..

اني أرى ريحا حمراء تقترب، وأسراب غربان تحلق، ورائحة دم كفيلة بجذب الضباع والكلاب البرية، وبنات آوى ، وكل الضواري القمامة..

فيا كل أهل الحل ويا كل أهل العقد ، ويا كل العقلاء والحكماء في هذا البلد المنكوب.. لماذا كل هذا الصمت المطبق المريب..؟

ولماذا كل هذه السلبية القاتلة.. والخوف المخجل والخور العجيب..؟

لماذا لا تكون لجان الوساطة في حالة استنفار دائمة..

ولماذا لا يكون تجمع حكماء أهل السودان في حراك سريع يستبق العاصفة الهوجاء ، ويقطع الطريق على الفتنة الحمراء..

لماذا نجح الأعداء في صناعة متاريس على عقولكم.. ووضع عصابات سوداء على عيونكم..؟

لماذا تساقون سوق ذي رسن إلى مخطط جهنمي ستكونون أول ضحاياه، و لماذا الإصرار العنيد على إفشال المبادرات الوطنية، وترك الحلول السلمية، والانسياق وراء كل دجال أعور ومتابعة كل ذئب أغبر..

ان المجد والفخار لا يكتبه التاريخ لمن يشعل الفتنة ويطلق النار ، ويذكي الأوار ..

ولكن كل المجد وكل الفخار معقود لواؤه لمن يقود بلاده لبر الأمان ومرافئ السلام، ويخرج شعبه من مستنقع الشر كالشعرة من العجين..

ان عيون العالم كلها من عدو وصديق تترقب ماذا تراكم فاعلين.. هل ستفرحون الأصدقاء وتغيظون العدا،، أم ستدخلون بلادكم إلى المستنقع العراقي والسوري واليمني غير السعيد.. وما المشهد الليبي منكم ببعيد..

فهل ستفطرون على دم حرام.. وصراع مقيت ونزاع لعين، وحرب تعرفون بدايتها ولا يعلم نهايتها إلا الله العزيز العليم..

هل ستصومون صوم الفرسان الصالحين عن سماع كل وشاية.. و نبذ كل غواية و دعاية.. وتستقبلون العيد السعيد وقد لبستم ثياب البيض شارات الرضا.. وطردتم الشيطان مهتوك القناع..

ونلتم رضا السماء ورضوان أهل السودان السمر الصالحين..

هذه رسالتي قبل الأخيرة.. وقبل أن تلعلع المدافع، وتسيل المدامع وينكسر المرق ويتشتت الرصاص؟!!!

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)