الثلاثاء. أكتوبر 15th, 2024

البكاء جهرا على كتف القاهرة!!!؟!!! 

 

 

فنجان الصباح

أحمد عبدالوهاب

…. …………………..

 

” انتهي زمان القلم.. وجاء زمان القدم” “توفيق الحكيم”

” أم من نداك على المدارس أنها

تذر العلوم وتأخذ الفوتبولا” ” شوقي”

العنصرية في الملاعب وباء عالمي، وصرعة دولية.. والعنصرية خليط قذر من الهوس والجنون والجهل والضياع، كالذي يحدث في الملاعب الانجليزية ودول امريكا اللاتينية.. وبات يركب للمسابقات قطارات الجنون..

جنون بات خطرا عالميا، افقد الرياضة مبناها ومعناها.. وصار الفريق الخصم، والحكام كلهم هدف السهام.. ولايسلم كل فرد متحرك في المستطيل الأخضر من الأذى بأنواعه.. وطال العنف المدرجات وصار كل من فيها عرضة للخطر..

قبل عقود خلت كاد حكم المباراة السوداني في ماتش طرفه فريق مصري أن يتفرق دمه في القبائل والادغال الأفريقية..

اهتاجت جموع غاضبة على هزيمة فريقها وكسرت الحواجز واقتحمت الملعب واوسعت المصريين ضربا وركلا وكاد يلفظ الحكم السوداني أنفاسه تحت صولة الغضب المخمور، لولا تدخل الشرطة واطلاقها الرصاص الحي.. وفي لحظة غباء مطلق وافق السودان على استضافة مباراة بين مصر والجزائر عام ٢٠١٠م ، كانت كلفتها للأسف أكثر فداحة وخطرا من إستضافة قاعدة كرري الجوية لما تبقى من سلاح الجو المصري عام ١٩٦٧م..

لم يكن العبقري الذي وافق على اقامة ماتش بالسودان خافه وعافه الجميع، يعرف مقدار الجنون الذي أطلقته الكورة من عقاله.. جنون كان مستعدا ليقتل ويسحل أخوة الدين والدم والعقيدة، ولا يبالي..

ولا أدري هل هزموا إسرائيل.. وهل حرروا المقدسات.. وماذا ادخروا اذن للعدو.. وهم يجردون لإخوة الدين والدم اللسان المسموم و الصارم المسلول..

السودان العوير الذي ليس له ناقة ولا بعير، وجد نفسه في خط النار.. وأخذ نصيبه كاملا من السباب والشتم وكل مافي قاموس العنصرية والبذاءة من مفردات..

والحالة المصرية الأخيرة ليست بدعا مما يحدث شرقا او غربا.. وجه المأساة ان تأتي الإساءات العنصرية من مصر.. وأن يكون المقصود هو السودان.. ولكن الوجه المشرق أن جمهور الاهلي المصري لايمثل مصر ولا شعب مصر.. وقد وجدت تصرفاته الرعناء الإدانة المصرية قبل السودانية..

ذهب الهلال السوداني للقاهرة كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.. بينما هو في الحقيقة فريق مضعضع الصفوف، مفكك الاوصال ..

هكذا فريق، كان مطلوبا منه أن ينازل الأهلي المصري في عقر داره، وهو الذي حصد من البطولات والكؤوس ما يعادل كل ما حصده الهلال من هزائم..

بأدائه الجنائزي ساهم الهلال في الإساءة البالغة للكرة السودانية

وساهم مشجعو الأهلي في الاساءة للسودان كله..

تحول جمهور الاهلي المتشنج والذي يغلب عليه الغباء و(روح القطيع) إلى كورال يؤدي مناحة على الأخلاق وانتحار القيم.. انخرط الجمهور المخمور في جوقة عنصرية بغيضة لا تشبه مصر ولا شعب مصر..

وصبوا زيت الشماتة بأداء الهلال الجنائزي وهزيمته الفضيحة، على نار العنصرية فكان الناتج الإجمالي (هزيمة) أهلاوية أخلاقية أكثر فداحة من هزيمة الهلال الكروية..

تعاطى القطيع الأهلاوي المنكر علنا، وارتكب الممنوع عمدا وعلى رؤوس الأشهاد ..

وكان على فريق الهلال الجريح أن يحول هزيمته لنصر أخلاقي .. لا أن يعمق جراحه بمجاراة خصم قادر على الانتصار على الهلال على النجيل وفي الاسفاف والسفاهة، والجهل العديل، والسلوك غير النبيل..

في ذاكرتي شريط لفريق الموردة في الزمان الجميل.. وبعد سحقها فريقا من شمال الوادي.. فوتت الموردة بذكاء مدربها على المصريين، فرصة إفساد النصر السوداني المستحق.. كان المصريون ينوون فعلها حسدا من عند أنفسهم .. ولذلك انطلقوا كالوحوش الضارية لا يلوون على شئ.. وأولاد الموردة الرائعين يفرون من أمامهم تكتيكا لا خوفا ولا جبنا..

للأسف ، لم يكن في فريق الهلال اداري حكيم، ولا مدرب شاطر .. فالهلالاب في كل عام يرذلون..

لسنا معنيين بما قاله سفهاء المدرجات المصرية.. معنيون بأن نكون سفراء لا سفهاء.. ولاعبين لا بلطجية..

نلعب بجد، وننتصر بحق، وننهزم بشرف..

وفي كلتا الحالتين نصدر عن خلق قويم وسلوك رياضي سليم..

ولا نخرج من الملاعب صفر اليدين.. بدون كأس يرفع الرأس.. ولا أداء يسعد الناس.. ولا أخلاق رياضية تتقبل الخسارة، ولا حكمة تعطينا المعني الحقيقي للرياضة، والهدف الأسمى من اللعبة..

علموا النشء أصول الكورة..

وقبل العلم أخلاقاً ..

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)