كما كنت ..
معاذ منصور
توقفت كثيرا عند الدعوة التي اطلقها اللواء برمة ناصر رئيس حزب الامة القومي الى القيادات العسكرية والمدنية بالبلاد للجلوس والتفاكر حول النزاع الدائر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ، على اثر بيان الجيش الأخير بشان انتشار قوات الدعم السريع في الخرطوم وبعض الولايات الامر الذي ينذر بشرارة اقتتال لا تحمد عواقبه ، وبحكم تركيبة اللواء برمة العسكرية فقراءاته تختلف كثيرا عن الفهم المدني للنزاع وما راج حوله في وسائل التواصل الاجتماعي ،وهو بكل تأكيد يعي تماما ماذا تعني الحرب لوطن ممزق قبل اندلاعها ، حتى دعوته كانت بلغة عسكرية حينما تنادى ( كما كنت ).
ليت عقلاء وحكماء الديار ينزعون عنهم الأنا ويلتفتون الى وطن حالم بالعيش في سلام وامان ، وهي اللحظة الحاسمة الان التي تؤكد من هو القيادي من غيره ، اننا اليوم بحاجة الى قائد قادر على توجيه منسوبيه بحزم والسيطرة على كل تصرفاتهم ، وتنفيذ كل ما من شأنه اعلاء قيمة الوطن ، ومن لم يستطع فمن العار ان يوصف بكلمة قائد ، وقد عانى المواطن البسيط منذ بداية التغيير كثيرا من تفلتات حملة السلاح في العاصمة والولايات لدرجة انه بات لا يستطيع التفريق بين النظامي والمجرم ، وظهر على اثر ذلك ما عرف بانتحال شخصية الدعم السريع والحركات المسلحة لارتكاب جرائم النهب والاعتداء دون حسيب واو رقيب ، في وقت انشغلت فيه القيادات باقتسام السلطة او مزاولة الاسفار في الداخل والخارج .
حاولت قوات الدعم السريع ان تبرر انتشارها في منطقة مروي بانه عمل منظم وفي حدود مهامها المعروفة وانه تم بتنسيق كامل مع القوات المسلحة ، قبل ان يفضحها بيان الجيش عبر الناطق الرسمي الذي نفى أي تنسيق لهذا الانتشار ، وجاء بيان الجيش حاملا لعدة دلالات برغم عدم كشفه عن الخطوة اللاحقة لكبح جماح الدعم السريع ، لكن يقرأ بين اسطره ان البلاد ربما تتجه لاعلان حالة الطواري وإيقاف العملية السياسية الجارية الان بحجة هذه المواجهات المحتملة ، في وقت ظهرت فيه آراء ضبابية للحركات المسلحة التي -حتما – ستكون جزء من المواجهات -لا قدر الله – ان لم تسد حكمة العقلاء من قيادات البلاد.
لا ينكر احد ان اياد خارجية عديدة ربما كانت وراء كل ما يجري الان من احداث ، وفرصة تمزيق البلاد ربما تقترب اكثر من أي وقت مضى ، علاوة على ان تطبيق البند السابع من قبل الأمم المتحدة بات وشيكا بسبب التصرفات غير المحسوبة من أبناء البلاد ، وتؤجج الصراعات في ولايات الغرب وتعزز هذه الخطوة المحتملة من المجتمع الدولي وليس ادل على ذلك من حرق القرى وترويع أهلها في تلك المناطق .
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط