حين ترتدي نقابة الأطباء الأحمر في محل الأبيض
( هذي رؤاي)
عبد العزيز عبد العزيز
بدت كطائر الشؤم ، بل هي أشأم ، سألت من تقصد ؟ قال : فمن غيرها ! إنها يا سيدي .. نقابة الأطباء تلك المختطفة بليل بواسطة جوغة اليسار البائس المشمول بكل النواقص .
لقد تركت النقابة ممشاها بلطف وتأنسن بين سلاسل وظيفتها المبذولة للمرضى ، تداوي وتسعف وتقف على أمشاط قدميها لخدمة هذا ونجدة ذاك.
لتمارس دور الجارية المشتراة بأبخس مهر وهي تنفخ على لهب الحرب التي إبتدرها المتمرد المارق حميدتي بحيثيات سياسية أكثر منها طبية ، بالوقوف على مسافة واحدة من طرفي النزاع.
مسافة ظلت تستصرخ النقابةعبرها المجتمع الدولي للتدخل لوضع حد للإقتتال المصنوع على عينها والمبارك من لدن عرابيها.
فمنذ اليوم الأول للتمرد بشرت النقابة الناس بإنهيار وشيك للنظام الصحي ، كأن النظام كان في أوجٌ عافيته أو حتى نصيفها قبل ساعة واحدة من إنطلاق رصاصة التمرد باتجاه صدر الوطن .
لم تبادر النقابة المغرورة المعلولة الخاطر المتباعدة بفراسخ عن مهنيتها وملائكيتها بفعل ما هو ضروري مما يلي قواعدها باستنفارهم للعمل برحابة صدر ولو تحت زخات الرصاص حرصا وتمجدا بأشرف المواقف في أبأس العواصف .
لكنها إرتدت الأحمر بديلا عن الأبيض لتصطف بمزاج لا يلوح منه إستقلال بل رما بتدسية ونعومة يتقنها يساريو هذا الزمان الخرب فأظهرت برودة جارفة بصمتها وغلة لسانها عن شجب تخريب ممنهج تقصٌده بعنف ولؤم ؛ جنود منفلتون من كل وقار ودثار إنساني ؛ لمؤسسات القطاع الصحي والإخلاء القسري للمرضى والعاملين في مستشفى الخرطوم وشرق النيل وغيرها الكثير الذي لا يحصى.
ثم عادت النقابة الصماء لتعور عينها و تلجم لسانها عن إدانة جريمة التمرد بقطعه الإمداد الدوائي عن هيئة الإمدادات الطبية المركزية بوصفه خط الدعم اللوجستي الرئيس لكافة المشافي و الصيدليات .
إن استهداف المنشآت المدنية كالصحة والكهرباء والمياه من قبل قوات الدعم تعتبر جرائم حرب ، لن يمحوها زمان ولن تغادرها ذاكرة .
إن إنهيار القطاع الصحي والخروج الحالي للمشافي عن أداء الخدمة ينتهي بقضه وقضيضه إلى سوء التدبير المحكم لمتمردي الخلا عديمي المعرفة بقانون الحرب ونبل مبرراتها لتعود النقابة وبتواطؤ مبطن لترمي نصف العصا فوق ظهر (الطرف الثاني) وهو منها بعيد بسلاحه وسلامة خططه وأهدافه .
لن نقبل للجيش أن يكون طرفا لطالما لم يتمترس ويتخندق هناك ، فلتظهر النقابة إذاً جرأتها وتدين الجيش بالإعتداء على المستشفيات لأن ذلك أدعى وأوجب للرد بدلا عن هذا الحياد المغتغت والملغوم .
إنسحب التمرد مخزيا مدحورا من ميدان المعركة الأساس ليحتمي خلسة ويتدرع متنقبا (كالعوين ) المفزوعات بالمستشفيات واحدة بعد أخرى .
ثم لما اشتد عليه ( الوجع) لجأ إلى الدايات عساها تخلصه من الجنين المنقوص المشوه ، وهاهي اللعنات تلاحقه مذ ذاك العدوان و إلى يوم الدين ، يوم تضع فيه كل ذات حمل حملها.
سيكتب التاريخ أن نقابة الأطباء كانت دوما وراء تظاهرات الإضراب عن العمل لشهور كوسيلة ضغط على حكومة مضت منذ بعثت تعتاش على فتات الفتات ليموت الناس تحت نظر نقابة ظلت تتحرى اللعاعات و ( التخمة) وتتغاضى عن التهمة ، تهمة التغاضي عن القسم المبذول لجعل حياة المرضى ممكنة بأيسر سبيل لكن الناس أمام النقابة يتوجعون.. يشهقون ثم يصمتون فيغمضون الجفون غمضتها الأخيرة …
ودمتم
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط