تأشيرة خروج ( لفولكر) وبقية العلوج..!!!؟
فنجان الصباح
أحمد عبدالوهاب
……………………………
لعل أسعد الناس بالذي يحصل بالسودان من حروب ومآس هو معالي
رئيس بعثة الأمم المتحدة بالخرطوم.. فقد آتت خطته الجهنمية المحكمة ثمارها المرة قبل أوانها ونضجت قبل موعدها بكثير..
لقد كان الرأي العام السوداني بما فيهم رعاة الضأن في بادية البطانة يعرفون تماما أهداف فولكر ومؤامرته الأممية الرامية لاشعال فتنة دامية بالبلاد لا تبقي ولا تذر.. والتي ستوقد حربا مدمرة تنقل الصراع إلى قلب الخرطوم ..
وقد ألمحت (النيويورك تايمز) قبل يومين إلى ذلك واصفة ماحدث بأنه (نقلة نوعية للحرب إلى قلب الخرطوم لأول مرة) .. بعد أن كانت الخرطوم تسمع بحرب الجنوب، وأزمة دارفور وجبال النوبة وغيرها من البقاع الساخنة البعيدة كما كان يسمع الامريكان بحرب فيتنام والخليج.. ومثلما كَانت تسمع لندن بحرب الفوكلاند..
الدكتور فولكر الخبير الدولي في صناعة الفوضى الخلاقة كما في بعض بلدان الربيع العربي، صمم بذكاء شيطاني مايعرف ب(الاتفاق الاطاري) ليكون فخا منصوبا بعناية ويكون تلك القشة التي ستقصم ظهر البعير.. ويفتح بابا من الجحيم يشعل الحريق في الخرطوم أولا ، ثم لبقية الأقاليم، وبعدها تسهل عملية تقسيم السودان لدول مجهرية، ولشظايا غير متآخية..
انتقى الذئب الجرماني الأغبر للاتفاق الاطاري مجموعات مجهرية شديدة النزق والانتهازية ممثلة لأهل السودان دون غيرها.. وعمل في عناد وعنجهية على إقصاء كل القوى السياسية الحية، ذات الثقل الجماهيري.. كما نجح في الوقيعة بين المكون العسكري.. الشئ الذي فجر براكين من الغبن السياسي، والغضب الشعبي، كانت هذه الحرب ثمرة واحدة فقط من ثماره المرة..
وفي احاطته التي قدمها لمجلس الأمن الدولي أمس الأول اجتهد فولكر في رسم كل ما من شأنه أن يعقد المشهد السوداني، ويوهم مجلس الأمن بأن الأمور في الخرطوم خارج السيطرة، رغبة عارمة منه في جعل البند السابع حقيقة ماثلة، وسيفا مصلتا على رقبة البلاد، ينجز به مهمته القذرة في السودان..
ان أول ما يتعين على الدولة بعد أن تستقر الأمور وتهدأ العاصفة، أن تمنح الحكومة السيد فولكر تأشيرة خروج نهائية من السودان ..
صحيح.. قد يكون لقرار الطرد تكلفته العالية..
لكن مهما كان الثمن الذي ستدفعه الخرطوم مقابل قرارها طرد الرجل العابس ، صاحب الوجه الخشبي اليابس، فإنه سيكون ثمنا قليلا جدا، بموازاة تركه يكمل مهمته ويوصل البلاد إلى مصير العراق وسوريا.. إن لم يكن السيناريو السوداني المرتقب من البشاعة بحيث يكون كل ماسبقه مجرد نزهة جميلة..
ان قطع رأس الأفعى الآن ممكنا جدا .. ولكن ربما اصبح العثور على الأفعى عسيرا بعد حين.. سيما اذا دست نفسها في كوم من الرماد الحار والجماجم والشظايا والاشلاء..
ولأن الوقت الآن من ذهب.. فلابد من ذهاب الرجل، قبل أن يذهب السودان.. وتذهب نفوس أهله عليه حسرات..
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط