شذرات الرأي.. بين متذمر ومتفائل…
حامد النصيح
المتذمر: يتساءل متذمراً من طول أمد الحرب التي كادت تدخل شهرها الثامن، ويضيف متهكماً: “عسى ولعلها تضع أوزارها في الشهر التاسع، مع وليد مكتمل النمو يسمى (ن ص ر)”..!!
المتفائل: عندما تبدأ الحرب أخي لا أحد يتكهن بنتيجتها ولا موعد نهايتها لأنها ككرة الثلج تكبر بعوامل أخري لم تكن موجوده في البدء.
المتذمر : كأنك تلتمس العذر للجيش، فلا مقارنة بجيش دولة ومليشيا، أنظر لاثيوبيا نشبت فيها حرب التقراي ضد الدولة وحسمت المسألة خلال أسبوعين، ولا نريد ان نقارن جيش السودان بجيش اثيوبيا.
المتفائل : الوضع في إثيوبيا مختلف تماما عما حدث في السودان وهو تمرد إقليم التقراي وكل المجتمع الدولي كان يقف مع الدولة وحتي الإمارات امدت الحكومة الأثيوبية بأسلحة ومعدات متطورة، كما انها لم تكن ابدأً حرب مدن..
المتذمر: نعم انها ليس حرب مدن، ولكن وضع الحرب قد تجاوز الخرطوم واتسعت رقعتها وانداحت لتحط رحالها، وتنصب خيمتها في إقليم دارفور .!!
المتفائل : نعم يتراءى للناظر ان رقعتها قد اتسعت، ولكني أرى عكس ذلك، الدعم السريع عندما فشل في الاستيلاء علي السلطة، أعتدى على المواطنين وأرهبهم، أسر بعضهم، وشرد آخرين، واحتل ممتلكاتهم ومؤسساتهم المدنية والخدمية وأملاكهم واموالهم وأضطرهم للنزوح خارجياً وداخلياً، وبذلك ابتز الدولة ممثلة في الجيش لتوافق علي شروطه وشروط داعميه الدوليين، أنظر لبعض دول الجوار كيف تفتح حدودها لمرور العتاد والجنود، لإطالة أمد الحرب، نسأل من يدفع لهذه الدول وهؤلاء الناس هل لأنهم مؤمنين ببرنامج الدعم السريع؟ ام لأن هنالك دول اغرتهم بالمال وآخرين بالتهديد؟، مثلا تشاد يمثل الدعم السريع لها أكبر مهدد، حيث يقف معارضوها مع الدعم السريع، لذلك من السهل ان يملئ شروطها عليها، لتقف معه.
المتذمر : نعم الموضوع يبدو كبير جداً ولكن ألا ترى ان الجيش به نقص وعلل، حيث تم استهدافه منذ سنوات وافراغه من كبار قادته منذ سنوات، وقد عملت فيه الأيدي تخريباً، حتى اضحى على ما هو عليه الآن.
المتفائل: نعم الجيش الآن ليس الجيش الذي نعرفه سابقاً، والذى شارك في حروب العلمين وفي حروب فلسطين 1948 ومصر واسرائيل يونيو 1967م وغيرها من الحروب المحلية والإقليمية والدولية، وشهد له الأعداء قبل الأصدقاء، ولكن أقول لك رغم ذلك انه الآن يسير بخطى حثيثة نحو النصر..
كيف..؟
نقل الحرب لدارفور وهو علامات نهاية الدعم السريع، هذا ليس قولي انما قول الخبراء والمفكرين منذ بداية الحرب من أمثال د. وليد مادبو حيث يرى أن هذه الحرب تحمل المتناقضات، نعم قد اتفقوا على حرب الحكومة في الخرطوم ولكنهم سيختلفون بشدة عندما تنتقل الى دارفور..
مثلا الضعين منطقة الرزيقات ومعقلهم رفضوا أن تكون فيها معارك بين الجيش والدعم السريع وذلك جعل ناس نيالا يتذمروا لماذا تنقل المعركة لنيالا ولا تعامل معاملة الضعين
وما حدث في مناطق البترول بين المسيرية والدعم السريع من خلاف لأن أهل المنطقة من المسيرية مستفيدين من النسبة التي تأتيهم من عائد مرور البترول ولا ننسي العمالة التي تعمل في حقول البترول، فلذلك تداركوا الأمر وامروا الدعم السريع بالمغادره
وأيضا الحمر رفضوا دخول الدعم السريع لمناطقهم.. وهذه النزاعات ستتسبب في نهاية الدعم السريع.
المتذمر: قد فعلت هذه المعلومات الواقعية والتحليل الموضوعي، فعلها وجذبي نحو التفاؤل بالانتصار بحول الله وقوته..
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط