التصنيف: مقالات

  • كيكل واحد وبيننا كيكلات

    موازنات
    الطيب المكابرابي


    في بعض المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي راج اليومين الماضيين منشور يقول صاحبه ان المدعو كيكل المنتمي لقوات التمرد هو ذراع للجيش والاستخبارات السودانية وسط المتمردين وانه تمت زراعته باحترافية عالية بعد ان اكملت القوات المسلحة تكوين قواته ومن بعد اعلن هو من جانبه الانضمام الى المتمردين عبر عمل محبوك ومسبوك كما قال كاتب المنشور..
    في ذلك المنشور أشار الكاتب الى ان الرجل اكمل مهمته يومذاك وقام بتسليم نفسه الى القوات المسلحة ..إلا ان الرجل ظهر في مدني قائدا للمتمردين قبل ان يجف مداد ذلك المنشور…
    كيكل وإن ظهر في مدني قائدا للمتمردين والنهابين قد يكون فعلا كما قال صاحب المنشور يؤدي دورا ويلعب لعبة على حبلين ويلعب لعبته تلك باحتراف وحذر نتيجته عدم كشفه حتى الان ..
    نعم قد يكون وهو رجل واحد كما ظهر حتى الان ولكن…كم من كيكل بعيشون بيننا ويتماهون مع المواقف الوطنية ويتظاهرون بتاييد الوطن والجيش وتخوين كل من ينتمي للتمرد أو يؤيده؟؟
    كم هم اولئك الذين وقفوا يوما في صف قائد التمرد وقبضوا منه واستمتعوا بما كان ينفقه عليهم ويعطيهم من عطايا لايمكنهم نكرانها أو الننكر لها مهما حدث ومهما كان…

    كم هم اولئك الذين استوظفوا عنده بعالي المرتبات وتميزو عنده بمتعدد الميزات ؟؟
    كثيرون هم من قبضوا واستلموا وادوا فروض الولاء واقسموا إلا يخونوه وقد انزووا بعد الاحداث وبعد إعلان قواته منمردة فهل نطمئن الى كل هؤلاء؟
    هم كثر كما قلت وفي شتى المجالات منهم الاداري والعسكري والصحفي والمهندس والقيادات الاهلية وكل الفئات. منهم من اخلص له وتبعه طمعا في المزيد ومنهم من انسلخ حقيقة ومنهم من يعمل علنا ضده تمويها وينفذ كل اجندته في الخفاء!!!
    هؤلاء هم الكياكل وسطنا وهم من يجب ان نقتفي اثرهم وإن تتبع خطاهم اعين العامة واعين الاجهزة المختصة على وجه الخصوص..
    لا يمكن لاي قوة ولم يحدث في اي حرب أو غزو ان تم تدمير بلد أو منطقة إلا من خلال بعض الخونة والعملاء الموجودين في ذلك البلد والقابلين لبيع انفسهم وبيع كل شئ..هؤلاء هم خناجر الخاصرة ومن ينبغي على المجتمع باسره مراقبة مابفعلون وتتبع خطواتهم كل صبح ومساء حتى يتقي هذا المجتمع شرورهم ويسلم مما يفعلون

    وكان الله في عون الجميع

  • ست سنوات والمداد متصل

    ( هذي رؤاي)
    عبد العزيز عبد الوهاب
    20/12/2017
    20/12/2023

    بمبادرة كريمة من بعض الأصدقاء الأكارم ، تم إنشاء هذه الصفحة بهدف التواصل الحميم مع الآراء المسؤولة و المستنيرة من كل طيف وناحية ، تحت لافتة (هذي رؤاي ) التي نأمل أن تسع جميع الأفكار الجزلة والرؤى الدافئة والمتوازنة غير المتحزبة أو المتشخصنة.
    فهي من الجميع وإلى الجميع ، خدمة للحق وتعزيزا لقيم الخير .
    ولكم أيها الأصدقاء والصديقات ، عظيم تقديري وإمتناني

    محبكم
    عبد العزيز عبدالوهاب

    20/12/2017

    * في مثل هذا اليوم منذ سنوات ست رأت ( هذي رؤاي) النور عبر هذا الأثير الطليق .

    وما أدري ما أريد بي ومني، حين كاتبت البروف عبد الله علي إبراهيم ، يحفظه الله، ذات مرة في زاويته النضيرة ( الذي يصلحك) بصحيفتنا ( الصحافي الدولي ) التي مثلت يومذاك ولا تزال ؛ أمجد الصحف وزهرتها ؛ رغم توقفها ؛ بمقال عنوانه ( ما أخيب الساعة المنضبطة على اليد العاطلة ) والذي نشر في
    خواتيم العام 1999م وكانت تلك ، أولى محاولاتي في كتابة العمود الصحفي .

    فجاء رده كما يلي :
    (وردت هذه الكلمة لبريد الذي يصلحك وقد أعجبني عنوانها.. وهي كلمة قيمة وذكيةـ أتمنى أن يجد قلم كاتبها ساحته المستقلة)

    مجددا ؛ لكم أيها الأحبة الأعزاء ، كامل المودة والتقدير لدعمكم المتصل، ولرؤاكم المتممة لنواقص حروفنا وأفكارنا .

    هذا ؛ وسيمتد المداد والتواصل بيننا ، ما دام في العمر بقية خيطٍ وسعة .
    وليحفظ الله الوطن والمواطن ، من كل كرب ومكروه ، ولينصر جيشنا ضد كل معتد اثيم .
    وليرحم الله شهداءنا ، فإنه ولي ذلك والقادر عليه .

    ودمتم

  • عندما ترك الرماة الكبري مدني تعيد إنتاج درس أُحد

    ( هذي رؤاي)
    عبد العزيز عبد الوهاب

    ما أقسى جرحك يا مدني وما أفدح خسارتك التي لم تكن لتقع ، لو لا أن الرماة تركوا الثغور والكبري ليرقصوا مع الراقصات ابتهاجا بنصر ( زائف.. زائل) ، جرى تسويقه عبر الفضاء دون أن يتم تثبيته على الأرض.

    دلالة ذلك ما تم من إجتياح سهل سريع لمدني ، وفي كسر من الزمن ومن دون بذل جهد أو مقاومة تذكر ، بل حتى من قبل أن تغادر نشوة الإنتصار حلاقيم المتجمهرين الذين سهروا وما دروا أن الصباحات كانت حبلى بالمواجع المزلزلات .

    أسئلة حارقة واستفهامات عريضة نرفعها بوجه حاكم الولاية وقائد الجيش فيها ، ولأن التاريخ سيسجل ما تقولون ، فإن الجسارة تقتضي منكما الإعتراف بصدق بحقيقة ما جرى عصر يوم الإجتياح الكبير ؛ الذى تم بمن وما لاعين رأت ولا أذن سمعت ؛ فأدمى وأبكى وروٌع . حتى أضحى أمثولة تُحكى عن الخيبات والخيانات ونقص المروءة ونكوص الرجولة .

    منذ أشهر مضت أعلنت المليشيا المتمردة نيتها السيطرة على مدني ، وسعت لذلك بكل سبيل وعبر كل منفذ وفج ، فارتكزت جيوشها قبالة مداخلها وخنقت أنفاس الداخلين إليها ، من دون أن تكافئ حكومة الولاية أقدار الخونة المعتدين بأقدار أغلب وأظهر .

    ثم مضت عنوة نحو هدفها المنشود والممكن بتقديراتها السياسيةوالعسكرية، والمدعوم بآلة إعلامية عالية الكعب نافذة السموم و السهام .

    بينما لا تزال الدولة في عمومها والولاية في خصوصها سادرة في غي التغافل والتغابي عن مستصغر الشرر الذي ظهر مرة في أبوقوتة وتارة في الجديد و المسيد ، حتى تكامل جنده واحتشد عتاده في نحو 4 آلاف دعامي ومئات العربات والمواتر تسندها طغمة متصلة من الجواسيس والخونة المندسين وسط المنظومة الأمنية هنا وهناك .

    لا تميل هذه الرؤى لإستباق الأحداث ولا للتخوين غير المسنود بالحقائق ، ولن تجري وراء ضرب مهنية الجيش وتيئيس الناس من بسالة جنوده . كما أن صاحبها على ثقة طليقة بأن صولة الباطل لن تهزم جولة الحق .

    لكن ما حدث في مدني بكل هذه الرعونة والليونة يستحق أن نجد له جوابا!

    * لماذا انتظر القائد كل هذا الوقت حتى تكامل جيش العدو، فلم يعد يفصله عن رئاسة الولاية سوى حجر يُرمى فيدك ويدمي ؟
    * ما الذي حدث بشأن التعليمات التي صدرت بفتح كبري حنتوب لإدخال 4 دبابات إلى المدينة ، ليتم استغلال الأوامر من قبل قوات التمرد ليحدث ما حدث؟
    * ما حقيقة وجود طابور خامس داخل المنظومة العسكرية في الولاية ؟

    إن الواجب الأخلاقي والمهني يتطلب إجراء تحقيق عاجل داخلي وسري ، فمعركة استرداد المبادرة والتحكم بمسارها وصولا لرد العدوان واستعادة الثقة والأمان لا يمكن أن تتم بذات التفاصيل والشخوص الذين أنتجوا هذه الهزيمة النكراء ، حينما خانوا الأمة ومكنوا للأوباش من أن ينقضوا على المدينة من خلف ظهر الجيش والجبل !؟

    سارعوا بإجراء جراحة عاجلة ، ولو أدت لبتر العضو (المنوسر جرحو) ، وإلا فإن ما حدث لمدني سيستدعي أن نرفع النداء عاليا :
    إياكِ أعني فاسمعي ياقضارف

    ودمتم

  • وتمر ذكرى١٩ ديسمبر كالورة بلا عطر

    يوسف عبد المنان
    غدا تنقضي أربعة سنوات من عمر ثورة الشباب التي اجهضها الشيوخ واندثر أملهم في التغير ورسوخ الديمقراطية في تربة بلادهم ولكنهم اليوم يفجعون في أحزاب قفذت علي أكتاف شباب التغير وجلست على كراسي السلطة وقهقهت ولكنها اضاعت امل البلاد في التقدم والرقي واخيرا تفتقت عبقرية تحالف الأحزاب إلى الانقلاب العسكري في ١٥ أبريل الماضي بعد وجدت مطية الدعم السريع ولكن الانقلاب علي الجيش ولاتزال قوي الحرية والتغير التي سرقت ضمير شباب الثورة تمنى نفسها بأن تنتصر ملشيا الدعم السريع وتحملها على جناح الرحمة إلى كراسي الحكم
    أربعة سنوات مرت كأنها أربعين عاما من عمر هذا الشعب الذي فقد خلال السنوات الأربعة الأمان والاطمئنان والكرامة والعيش السهل واخيرا ضاقت الأرض بأهل السودان ولجأ القادرين من الطبقات العليا والوسطى إلى دول الجوار لاجئين يقدر عددهم في مصر وحدها بأكثر من ثلاثة ملايين وفي تشاد نحو مليون نسمة ولجأ البعض إلى إثيوبيا وجنوب السودان ويوغندا وعاد حملة الجوازات الأجنبية إلى أوطانهم البديله التي كانوا لاجئين فيها قبل أن يصبحون في حين غفلة من أهل السودان وزراء وأعضاء مجلس سيادي عادوا
    ولكنهم فقدوا وظائفهم القديمة سواء كانوا حرس بوابات أو عمال في محطات الوقود أو سائقي عربات أجرة وتركو السودان تلتهمه الحرب التي أشعلوها ولم يسطلوا بنيرانها
    ولن ينسى الشعب السوداني كيف هدده قادة الحرية والتغير بتخييره مابين الازعان للاتفاق الإيطاري او الحرب ولن ينسى الشعب السوداني تهديد حميدتي بأنه سيجعل عمارات الخرطوم تقطنها القطط بدلا عن زينب واسمهان وعمر وياسر
    ولن يغفر هذا الشعب لمن نهب بيوتة وجعل من جدرانها ملاذات يقاتل من ورائها المليشيا وصدق من قال (لايقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنه أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى وذلك لأنهم قوم لايعقلون) صدق الله العظيم وكل حرف وكلمة من الآية كأنها تنزلت عن حال قوي الحرية والتغير وحليفها العسكري الذي لايقاتل الان الا من وراء الجدران المحصنة ويستخدم القنص كسلاح لمواجهة الجيش الزاحف نحو أهدافه مهما غلا الثمن والتضحيات فالوطن يستحق أن ترويه دماء شبابه
    تمر السنوات الاربعة والتعليم قد توقف وخرجت الجامعات الخاصة إلى البلدان الخارجية قريبها وبعيدها وتهدد الفاقة جيل كامل بالامية بعد أن السودان قد بلغ مرحلة إطلاق قمر صناعي لأغراض التعليم وتأمين فضاء البلاد ودخل السودان عصر صناعة الآليات الثقيلة والكوابل والسيارات واحتياجاته الدفاعية والأمنية لتأتي سنوات الانتقال وتجرف الجيش وتجعل من جهاز الأمن وحدة لجمع المعلومات وتباع أسرار السودان في أسواق الخليج وتجوس المخابرات الأمريكية البلاد ويصبح السفير الإماراتي والسعودي هما أصحاب الحظوة والجلالة
    تمر الان أربعة سنوات وأحزاب قحت لم تتعلم من تجربتها الفاشلة ولم تنسي ضغائنها القديمه ولاتزال تؤمن بالاقصاء والسياسي للمنافسين وليس الخصوم كما يقول البعض ولاتزال تلك القوى تؤمن بأن الأرزاق بيد أمريكا والمال في خزائن الإمارات والسعودية والأمن والأمان في التحالف مع لندن
    أربعة سنوات نضب البترول وتوقفت أعمال التنقيب وصيانة محطات الكهرباء والطرق ولم تزرع الشمالية بالقمح ولا الجزيرة بالقطن وخرجت كل كردفان من دائرة الإنتاج وتراجعت مشروعات التنمية إلى ماقبل أربعين سنه
    أربعة سنوات وتوقف مزمار الغناء وانتجت الساحة أغنيات (عشان ام قرون بركب بوكس) واناشيد يرددها فتى يدعي دسيس مان قيل إنه رمز الثورة التي وأدت (كنداكة جا بوليس جرا) تلك هي أدبيات الثورة البائسة التي قدمت لنا انحطاطا في الأخلاق والقيم وداست على أدب ثورات أكتوبر وابريل
    لهذا حصدنا هذا الرماد الذي بين يدينا وهذا الفشل والانكسار والذل والهوان

  • القضارف مدينة رويانة يقتلها الظمأ

    ( هذي رؤاي)
    عبد العزيز عبد الوهاب

    قادني النزوح بسبب الحرب إلى مدينة القضارف ، فأكرمنا أهلها أيما كرم ، سيبقى خالدا فينا ما بقينا ، وولاية القضارف كما درسنا في الكتب ، تختلف كليا عند التحقق من تفاصيلها بالمشاهدة والمعايشة الحية .

    فهي ولاية وريفة ، معطاءة ، غنية بمواردها وإنتاجها اللامتناهي من السمسم والذرة والخضروات والفواكه والصمغ العربي ( حيث تعد الثانية في إنتاجه بعد كردفان) .

    والولاية إختصها الله سبحانه وتعالى بمزايا طبيعية قلٌ أن تتوافر لغيرها ، من أهمها الأرض المسطحة المستوية والهشة ووفرة هائلة في الأمطار تكفي لسقيا الأرض والبشر أكثر شهور العام .

    وهي مؤهلة تماما ؛ حتى في أدنى تقييم لمواردها ؛ لسد حاجة السودان بأكمله ، وحاجة دول الجوار من المحاصيل التي لاغنى عنها للإنسان والحيوان .

    ورغم هذا الثراء والإكتفاء ، لكن الناس هنا ، يعانون أشد العناء من نقص المياه ، لاسيما في الصيف ، حيث يشتد العطش وتبلغ الروح الحناجر ، ولا وصف أصدق لهذا الحال من شطر البيت :
    ..عجز القادرين عن التمام

    وقصة العطش التي تفقع المرارة ، رواها لي مسؤول رفيع بحكومة الولاية ، حيث أكد لي أنه تم عمل التمديدات المطلوبة من مصادرها النهرية إلى حدود المدينة وبنسبة إنجاز عالية جدا .

    لكن العمل توقف منذ ثلاث سنوات بسبب ما سماها ( معاكسات) من البعض لخصها لي بما معناه : علي الطلاق مانشرب نحنا أول ، زول يشرب ماف !
    وهي أن بعض القرى يصر أهلها على أن تصلهم المياه قبل غيرهم .

    غير أن الأزمة ترقد وراء هذه الرواية غير المتماسكة التي يمكن حلها بتدخل الأجاويد في ( قعدة جبنة ) لا أكثر .

    فعطش القضارف قديم ومخجل ، كونه إنحشر طوال عقود وتعاقب حكومات في لعبة التعاطي السياسي ، وصارت( مياه القضارف) أحد أهم الشعارات التي يتبارى بها طغمة النادي السياسي دون إنجاز يرفع الرأس .

    والأزمة بتقديري ، هي أزمة خيبات إدارية وسياسية غير منظورة وضمير مهني منقوص النزاهة معدوم الكفاية ، ومجموع أهلي ومدني يدمن الإنتظار ، يسلخ الآخر ، يجلده ، دون أن يلوم نفسه عن تقصيره المذموم في النهوض لهذا الاستحقاق الوطني الحيوي ، الذي يتطلب التنادي والمشاركة الجماعية بلا استثناء ، كلٌ من موقعه وحسب طاقته فكريا وماديا .

    ستتجاوز (هذه الرؤية) كل ما كُتب وقيل ودُفع من مال وما تم فيه من تجاوز ومآكل ، للبدء في بناء خطة تتجاوز ( اللت والعجن) السابق .

    فالمطلوب شركة أجنبية ( كافرة ) لكنها صادقة مهنيا بذمة مالية مرموقة السمعة ، وتمويل منضبط بسقف محدد ، يخضع لرقابة محكمة من أشخاص بعدد اليد الواحدة ، مهرة محمودي السيرة ، بعيدا عن اللجان بإنبثاقاتها المكرورة وحوافزها المليارية ومخرجات إجتماعاتها الفطيرة التي تفقر بأكثر مما تغني .

    وذلك عبر خطة مستدامة للقضاء على هذه المحنة نهائيا ، خطة تستجيب للتطوارت الرأسية والأفقية لنصف قرن مثلا.

    إنه لمثير للشفقة ومفجع أن يرضى رجال القضارف الأنقياء الأثرياء بهذا الوضع البئيس لمياه الشرب / أصل الحياة وسر منشأ الأحياء ، ومن بينهم من تكفل ذات سنة عسيرة بدفع مرتبات المدرسين في الولاية ، وآخر تحدث عن أن أرباحه من الزراعة لهذا الموسم بلغت فقط 400 مليار ، متراجعة عن مداخيل الأعوام السابقة .

    تتدفق مياه القضارف اليوم عبر براميل صدئة تجرها عربات كارو عليلة كليلة ، لتكون هي بمثابة مواسير الإمداد حتى لبيوت الموسرين .

    خطورة هذا المسلك تتمثل في نقل الأوبئة والأمراض للناس ، عبر وسائل نقل (عصرحجرية) و مواعين تخزين أكثر تواضعا و تخلفا.

    حتى مياه الأمطار التي يعتمد عليها أكثر السكان ، فحتى لو نزلت معقمة و(مطعمة) من السماء ، فإنها حتما ستفضي إلى أمراض وأسقام مكلفة نفسيا وماديا ، طالما كانت مواعين التخزين هي المواعين .

    اللهم نسألك ماء زلالاً و خطة عاجلة تنهي هذا العطش العضال يتولاها رجالاً أكفاء في مدى منظور .
    ودمتم

  • *الهجوم على ود مدني .. قراءة بأثر رجعي*

     
     
    العبيد أحمد مروح
     
    – القول بأن “الدعم السريع” خسر معركته السياسية منذ وقت مبكر، وتحول إلى عصابات إجرامية تمتهن السلب والنهب والترويع، وتنشر الفوضى، أصبح قولاً لا يحتاج إلى أدلة إضافية، ومحاولة الهجوم على عاصمة ولاية الجزيرة، مدينة ود مدني، فجر الجمعة الفائتة هو أوضح دليل على ذلك.
     
      – من الواضح أن ولاية الخرطوم، ضاقت بالفعل على المتمردين، بفعل الضربات المنسقة التي شنتها عليهم القوات المسلحة، والقوات المساندة لها، عبر الطيران الحربي، والعمليات الخاصة، وأن قطاعاً كبيراً من المتمردين اختاروا طريق الهروب نحو الشرق هذه المرة، لكنهم أرادوها طريقاً لنشر الفوضى وممارسة أساليبهم المفضلة في النهب والسلب كما أشرنا.
     
      – الهروب نحو الشرق يحمل أكثر من دلالة، أولها وأهمها في تقديري أن غالبية مَن تمّ تجنيدهم لهذه المهمة هم من أبناء شرق النيل وسهول البطانة ممن لفظتهم مجتمعاتهم، والراجح أن قضيتهم الوحيدة هي البحث عن الغنائم .. يمتطى كل ثلاثة منهم “موتر” ويغيرون كمجموعات على القرى الوادعة في سهل البطانة ليستبدلوا المواتر بالعربات وما تيسر من الزاد والمال، بينما تبقى المجموعات الأكثر تدريباً وتسليحاً في دفة القيادة تبحث عن نصر زائف وتشرف على نشر أكبر قدر من الفوضى والتدمير والترويع.
     
      – الوجهة النهائية لهذه المجموعات الهائمة على وجهها قد لا تكون أية مدينة سودانية، والراجح أنهم يخططون للوصول إلى مدينة حدودية كالقلابات مثلاً لتكون نقطة تجمع ومنطلقاً للإمداد ولنشاط فوضوي قادم يتلقون فيه مختلف انواع الدعم، وفي حال صحّت هذه القراءة، فسيكون التركيز في مسيرة الهروب هذه على الغنائم والتشوين، فهم يدركون أن محاولة السيطرة على أية مدينة رئيسية في شرق السودان سيكون ضرباً من الانتحار.  
     
      – يؤسف المرء أن يقول إن العملية برمتها أثبتت هشاشة الوعي الذاتي لدى قطاع واسع من المواطنين، وقدراً كبيراً من القابلية للهزيمة النفسية وتصديق رواية العدو حتى وسط النخب، إذ أن كثيرين جداً من داعمي القوات المسلحة بلغت قلوبهم الحناجر وظنوا بجيشهم الظنون، حتى أن البعض كاد يطالب بقبول شروط المليشيا لوقف الحرب، وهذا لعمري مؤشر خطير ينبغي الإنتباه له، ومعالجة الخلل الذي قاد إليه في أسرع وقت ممكن.
     
     – الخلل الذي كاد يقود للهزيمة النفسية هو في المقام الأول خلل في طريقة إدارة المعركة، فمثل المعركة التي يخوضها شعبنا وجيشه الباسل لا تُدار من جبهة واحدة، وإنما من عدة جبهات متعاضدة، سبق وأن أشرنا إليها وسميناها في أكثر من مقال، وما تهمنا الإشارة إليه هنا هو جبهة الإعلام وما يتصل به من توجيه معنوي يهدف إلى تحصين الرأي العام ضد الإشاعات والأخبار الزائفة التي تنشط فيها غرف العدو، والتحصين المطلوب هو مزيج من الصدق في نقل الوقائع وفضح دعاية العدو والمبادأة في نقل الرواية الصحيحة وتهيئة الرأي العام لما قد يحدث، دون أن يسهم ذلك في كشف نوايا وخطط القوات المسلحة والقوات المساندة لها .. ولا شك أن هذه معادلة بالغة الدقة تحتاج إلى أصحاب اختصاص وممارسة عملية.
     
    –  قد يصح القول بأن الطريق أمام النصر الكامل على المليشيا ومناصريها في الداخل والخارج، ما يزال بحاجة إلى استكمال، وأن ذلك يتطلب أن تجري مراجعة خطط إدارة المعركة على مختلف الجبهات بشكل مستمر وتغيير بعضها، لكي يتم سد جميع الثغرات، ما ظهر منها وما بطن، وهو أمر يحتاج إلى إرادة سياسية قبل حاجته إلى تخطيط سليم..

    – علينا أن نجدد إيماننا بعدالة قضية شعبنا وهو يخوض معركة بقاء الدولة، وبحتمية انتصاره فيها، وأن نتوكل على واهب النصر بعد أن نستكمل وسعنا من حسن التخطيط والتدبير على كل الجبهات.  
     
     

  • الخلايا النائمة والمتعاونون .. ثغرة بلا رقيب

    موازنات
    الطيب المكابرابي

    في كل مدينة وقرية وموقع استباحته قوى الجنجويد كانت لمن بعرفون بالمتعاونين من ابناء الحي والمنطقة يد طولى تقدم المعلومة والارشاد وتساعد بما يمكن هؤلاء المجرمين من يفك دماء ذويهم وارحامهم ومعارفهم ونهب وسرقة مايودون واستباحة الديار وكل ذلك تحت افتراء ان هؤلاء القتلة يحاربون الكيزان !!!
    هؤلاء المتعاوين من ابناء الاحياء والقرى وبعض بني جلدة التمرد وحواضنه القبلية كانوا ومازالو وسيظلون هم اي البلايا وباب دخول القتلة الى كل دار ..
    الخلايا النائمة باتت ترى بالعين المجردة في كل الطرقات فبعضها يتحرك بين الناس باساليب مختلفة والهدف بحسب الظن أنهم اعين مفتوحة تتفحص الامكنة والطرق والمداخل والمخارج ولاتهمل معلومة حتى مابين الازقة ووسط الاحياء والاسواق..
    منهم الخفي الذي قد يكون معدا ليوم الاستباحة حيث يتم تزويدهم بالسلاح فينقلبوا جميعا اعداء لمن كانوا يتعايشون معهم بالامس بدعاوى البحث عن عمل ومصدر رزق..
    كثيرون من ابناء الاحياء

    و
    القرى وممن كانوا يؤيدون حكومات قحت بعد الثورة وبواتهم تلك الحكومات مناصب فقط لعدائهم للكيزان مايزالون موجودون على راس بعض المواقع وبعض لجان الخدمات وهم يجاهرون بدعمهم لمليشيا الدعم السريع فقط تصديقا لاشاعة ان من يحاربون التمرد الان هم الكيزان !!
    هذه حقائق وهذا واقع وتلك وقائع كانت السبب المباشر في اجتياح واستباحة قرى ومدن كثيرة واحياء بدءا بالخرطوم وانتهاءا بما يجري في بعض مناطق الجزيرة الان..
    ان كانت الخلايا النائمة تتحرك والكل يرى بعض عناصرها ولا يتحرك بفعل أو قول وإن كان المتعاونون المتوقعون والمستعدون لتقديم المعلومة وربما الغذاء والايواء لمن جاؤا يحاربون الكيزان داخل المدن والاحياء موجودون الان وبعضهم يتبوا مناصب تمكنه من مساعدتهم الى أقصى الحدود ولا احد يحرك ساكنا لازالته أو تحجيم دوره أو حتى وضعه تحت المراقبة فلتنتظر كل القرى والمدن التي ماتزال امنة يوما تستباح فيه عبر هؤلاء…
    ماحدث وماجرى ويجري في كثير من المناطق كانت كل المعلومات تقول انه حدث بعون من ابناء هذه المناطق بغضا لعدو متوهم اسمه الكيزان وهم لايعلمون ان هؤلاء لايستهدفون إلا مالا وعرضا وارضا واهانة لكل من لا ينتمي الىهم بصلة دم ورحم ولا يستهدفون إلا قبائل حددوها ولن يستثنوا عند دخولها من هو كوز أو شيوعي أو بعثي أوطائفي أو غير ذلك من الانتماءات..
    على الكل ان يبقي على عينيه مفتوحيتين مسؤلا كان أو شخصا عاديا وإن نتعامل بماتقتضيه المرحلة من وضع كل غريب حديث وجود بيننا في خانة الخائن حتى تثبت براءته وإن نتعامل بحزم مع اولئك المجاهرين بدعمهم للتمرد تحت ستار العداء للكيزان ويفتحون بهذا ابواب الشر والتعدي على كل اهاليهم ومناطقهم بلا استثناء….
    وكان الله في عون الجميع

  • *حتى لا ندفن رؤوسنا بالرمال*

    إبراهيم عيسى هدل
    hadalcom@hotmail.com

    يفضل البعض الاستماع لما يطمئنهم ويحقق أمانيهم وأحلامهم ويقع أغلبهم في حالة من التفكير الرغائبي، فيميلوا للهرب من الحقائق المجردة والوقائع الماثلة ويفسروها وفقاً للهوى والميل العاطفي بعيداً عن الاعتراف بالخطأ ومحاسبة النفس ومساءلة المتسببين فيه أياً كانت مراكزهم الرسمية ومكانتهم الاجتماعية حتى لا تستغل من قبل الأعداء لاسيما في حالات الاستقطاب السياسي والحروب القائمة.

    ثمة أخطاء استراتيجية فادحة وقعت فيها قيادة الجيش السوداني قبل وأثناء وبعد اندلاع الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، التي تسببت في الهجوم الكبير للدعم السريع على الدولة وانتشاره الواسع بالعاصمة المثلثة لعل أولها هو الاستهوان بقوة الدعامة وعدم التقدير السليم لعديدهم وعتادهم، وتسبب هذا الاستهوان والتقليل من شأن العدو في إطالة أمد الحرب لأكثر من ثمانية أشهر وكشف خطأ تقديرات الفريق أول ياسر العطا في إنهاء المعارك في غضون أسبوعين أو أسابيع محدودة، وحتى هذه اللحظة لا يعلم بالتحديد حجم قوات الجنجويد التي تقاتل بولايات الخرطوم والجزيرة وكردفان وتحتل أجزاء واسعة من ولايات دارفور.
    الخطأ الاستراتيجي الثاني ـ ولعله الخطيئة الكبرى ـ هو اعتماد الجيش لاستراتيجية دفاعية محضة عن مقاره ومعسكراته الأساسية كالقيادة العامة وأسلحة المدرعات والمهندسين والإشارة ومنطقة وادي سيدنا العسكرية ولم يلاحق الجيش الفارين من المعارك بعيداً عن مقراته، ولم يحرك قواته مع المستنفرين لتحرير قلب العاصمة من السكة حديد جنوباً لشارع النيل شمالاً ومن حي بري والقيادة العامة شرقاً إلى جزيرة توتي وغابة السنط غرباً فضلاً عن انتزاع مقر الإذاعة والتلفزيون بأم درمان، بل قامت القوات الخاصة بتحرير بعض المناطق وانسحبت منها وأعطت خطة القيادة الدفاعية الفرص لتجمع الجنجويد مرة أخرى ومعاودة الهجوم لنفس المقرات التي تم إجلاءهم منها في اليوم التالي، بما يشي ذلك بوجود طابور خامس كبير داخل المؤسسة العسكرية وفي قمة قيادتها المتقاعسة عن أداء الواجب بجدية وحسم وعزم أكيد.
    الخطأ الثالث هو الغياب التام للإعلام الحربي وإلغاء دور فرع التوجيه المعنوي والاكتفاء ببيان صوتي مقتضب للناطق الرسمي للقوات المسلحة وغالباً ما يأتي متأخراً بعد أن تملأ الأسافير بأخبار يبثها الجنجويد وتملأ الآفاق بانتصاراتهم المزعومة بالميدان مما رجح كفة إعلام الجنجويد ورسخ هيمنتهم على فضاءات الميديا بدعم سخي من دويلة المؤامرات العربية، في غياب شبه تام لإعلام الدولة ووزارة الإعلام عن الساحة فاصبح “اللايفاتية” هم مصادر للأخبار المسربة إليهم من جهات مجهولة المصدر، تغيب إعلام الدولة الرسمي عن المشهد وانسحاب الإعلام الحربي من المعركة أمر متعمد المسئول الأول عنه الجنرال البرهان ورئيس أركانه صاحب القدرات العسكرية المتواضعة جداً.

    سيطرة الجنجويد على أغلب ولايات دارفور وهجومهم المتكرر على الأبيض وعدد من مدن وقرى كردفان وتهديدهم الماثل لولاية الجزيرة وحاضرتها مدينة ود مدني يشي بوجود خلل عسكري واستخباراتي وانعدام تام للأمن الوقائي مما يستوجب عزل طاقم القيادة الحالي ابتداء من القائد العام ورئيس الأركان ونوابه ومساعديه، فلم يعد هؤلاء مؤهلين لقيادة البلاد للنصر العسكري الحاسم، وذلك لان هذه القيادة الرخوة هي التي ترعرع الدعم السريع في كنفها وتمدد في غفلة تامة منها ولعل هذا يكفي لمحاكمتهم محاكمة عسكرية في الميدان بدلاً من إضفاء قدر من التكريم والتبجيل لسياسة الاسترخاء والاستهوان ثم إصدار الأوامر بالانسحاب التي تعتمدها قيادة فاشلة في التقدير الصحيح للموقف.
    وهناك بالشق المدني في الدولة تهاون أكبر ينبغي أن تشمله المحاسبة والمحاكمة ممثلا في وزارة العدل وديوان النائب العام الذي اكتفى بقائمة يتيمة تجرم عدد محدودة من قيادة الجنجويد ولم تشمل القائمة ذراعهم السياسي وطابورهم الخامس بالداخل والخارج وكل من يمد الارهابيين بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، وكذلك وزارة الإعلام المتراخية في التغطية الاخبارية لأحداث الحرب اليومية وكأن الحرب تدور في بلاد الواق واق ولا شأن لها بالعاصمة والولايات السودانية حتى لقاءات قائد الجيش مع جنوده تغيب عنها كاميرات الفضائيات السودانية العاملة طوال فترة الحرب، ولا يخفى على الجميع منع قناة طيبة الفضائية من التغطية الإعلامية بالسودان وفقاً لقرار اتخذته حكومة د. عبدالله حمدوك السابقة والذي اعتمده وكيل وزارة الإعلام السابق الرشيد سعيد يعقوب وما يزال ساري المفعول بحراسة أزلامه بالوزارة ولا يجرؤ الجنرال البرهان رفع قيود الإعلام حتى لا يتهم بإعادة الكيزان للمشهد من جديد.
    ما تزال فضيحة مخرجات قمة الايقاد بجيبوتي تلاحق وزارة الخارجية التي تدار بعقلية موظفين وسفراء متقاعسين عن اداء واجباتهم على النحو الأكمل، وذلك نتاج لسقوفات الجنرال البرهان المتدنية وتعويله على الحلول التفاوضية التي تصنع بالخارج وتكبيله وتأخيره للحسم العسكري واحكام لجام جنوده والمستنفرين طوال أشهر قيادة الجنرال البرهان للجيش والدولة وستظل البلاد تحت قيادته تتنقل من ضعف لضعف حتى يقيض الله للسودان قيادة بديلة تزيح هذا الضعف والهوان وتبعده عن سدة الحكم.

  • نعم ..نستطيع

    سناء حمد

    لقد تطاول امد هذه الحرب اللعينة ، وهي حرب ستغيّر روح هذه البلد لسنوات طويلة ! لا احد سيكون آمن منها ومن ارتداداتها بعد ان تنتهي ..ولن تعود بلادنا ومدننا إذا لم تتوقف رحلة الهروب هذه التي بدأت يوم 15 أبريل ، رحلة ستكمل سنة كاملة بعد بضعة اشهر .
    ربما الهروب الاول كان وما زال متفهماً ، بفعل الصدمة والخوف ولاستخدام هولاء الاوباش للقتل والاغتصاب كأسلحة فاعلة في ترويع المواطنين ودفعهم لمغادرة بيوتهم وممتلكاتهم ، لكن اليوم ينبغي ان نتوقف ، فحتى متى سيستمر الهروب؟! ، لقد هربت خائفاً تترقب من الخرطوم ..إلى مدني ثم من مدني إلى سنار ..ومن سنار إلى أين ؟! من الخرطوم إلى عطبرة ، إلى مروى ، إلى دنقلا ! ثم إلى أين ؟! إلى كسلا إلى بورتسودان ثم إلى أين ؟! البعض هرب للنجاة من الخرطوم إلى نيالا وهناك… وقف وجهاً لوجه مع مصير مظلم !
    علينا ان نتوقف ..عليكم ان تتوقفوا ..إن ادمان الهروب كإدمان المخدرات ..يمنحك شعوراً زائفاً بالأمان والسلام ، لكنه طريق سينتهي بالضياع !! دعونا نتحد ونتوقف ..توقف ..دعونا نقاوم ..فالمقاومة ليست فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين !! بل في حالنا هذه هي فرض على الجميع ، رجالاً ونساء ..يا هولاء …
    ان الدفاع عن النفس والعرض والمال جهاد !

    ايها النبيل لا تخف ..أيتها الباسلة .. تماسكوا .. انتم أقوياء دعونا سويّاً ندافع عن انفسنا عن الحق في البقاء، ندافع عن الحق في الحياة الكريمة .. ولا سبيل لذلك الا بتكوين اجسام صلبة تنتشر في الاحياء والمدن ، لجان للمقاومة الشعبية ، فان الجيش مهما بلغ عدده لن يستطيع حماية الجميع ولا تغطية كل المساحات ،. لكن المجتمعات ..الشعب .. انتم شعب هذه المدن والمناطق .. اصحاب الارض لديكم طاقة جبارة وقدرات ان أحسنتم توظيفها فان لديكم القدرة على حماية المجتمعات الصغيرة والأحياء والبيوت ، عبر تنظيم هذه الجهود والطاقات في لجان للمقاومة و التي بإذن ربها ستؤمن الناس من الخوف والجوع ، نعم تستطيع ان تفعل ، ويد علي يد تصنع فرق ، سمّوها لجان ( أمان ) او لجان ( الكرامة ) او لجان ( المقاومة الشعبية ) ، لكن عليكم ان تجتمعوا وتنظموا انفسكم ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ! عليكم ان تجتمعوا فإن الرماح اذا اجتمعن ابيّن تكسراً واذا افترقن تكسرت آحاداً ، عليكم ان تنخرطوا في هذه اللجان التي ستنشئونها انتم ،
    لحماية الأنفس والعروض ولحماية البيوت ..خذوا زمام المبادرة لتوقفوا رحلة الهروب ..المميتة .

    #المقاومة_الشعبية
    #دحر_التمرد #كتابات_سودانية

  • انانية الجنجويدي

    موقف
    د.حسن محمد صالح

    الجنجويدي يرسل رسالة صوتيه لزميله يعلن فيه وفاة عمرين أو جنابو عمرين كما قال ويعلن عن إصابة حبيب حريكه وعمر قدال ويقول إنه حزين لإصابة المذكورين وغيرهم في مدني بواسطة الطيران .
    يقول إنه حزين وهو الذي ذهب الي مدينة ود مدني الآمنة ليبث الحزن والذعر في قلوب ملايين السكان في قري الجزيرة ومدني واريافها ونجوعها من اب قوته غربا الي ابو حراز والشرفه شرقا وهذا دليل قاطع علي الأنانية والعنصرية التي ينطوي عليها هولاء الجنجويد المجردين من الرحمة والاحساس بالآخر .قوات ضاربة من التمرد تخرج من مدينة الخرطوم وشرق النيل لكي تهاجم ود مدني كما خرجت هذه القوات قبل شهرين من مدينة الجنينة لكي تضرب نيالا وزالنجي والفاشر وعندما اسحبت القوات المسلحة من زالنجي ونيالا استاج المتمردون ممتلكات المواطنين وأرواحهم واضطروهم الي النزوح الي الفاشر ومعسكرات النازحين ولا يزالون يعدون العدة والعتاد القادم إليهم من دولة الإمارات العربية المتحدة لكي يهجموا علي الامنين اينما كانوا مما يصنف هولاء المرتزقة أعداء للأمن والطمأنينة وللانسانية اينما حلت وقادتهم وحلفاؤهم في الحرية والتغيير المجلس المركزي يتحدثون عن الديمقراطية التي ياتي بها الاوباش القادمين من سقط لقط وليس في قلوبهم رحمة لصغير أو كبير او ضعيف أو عاجز ياخذون كل ما وجدوا عند الناس من ماكل او مشرب ويأتي الخائن كيكيل ليستعرض دعمه لمسيد الشيخ الياقوت والشيخ أبو قرون باسم الهالك حميدتي .الهجوم علي مدني لابد أن يورث المليشيا واعوانها وحلفاىها في أي مكان الحزن والاسف ولابد أن تتطابر رؤسهم وتقطع أيديهم وأرجلهم التي امتدت إلي ارض الخير جزيرة الرحمة وعاصمتها ود مدني السني وهم لا يعلمون من هو ود مدني السني ربما حسبوه من دولة ٥٦ أو فلول النظام السابق أو الكيزان أو جيش البرهان .لم يكتف الاوباش بنهب البنك الزراعي في ابقونه ولا نهب السيارة الوحيدة للشرطة وقتل أفرادها ولا نهب المواطنين في الربع أو قري ود راوة ولكن شهيتهم للخراب والدمار انفتحت للهجوم علي رئاسة الفرقة الأولي للقوات المسلحة واكتساح كل المحليات الآمنة والاعتداء علي المواطنين وعندما ردت لهم القوات المسلحة الباسلة وأهل الجزيرة الخضراء الصاع صاعين تعالت منهم صيحات البكاء علي قتلاهم وهو بكاء ليس علي النفوس ولكنه بكاء علي خيبتهم وعودة من نجا منهم من الجزيرة بخفي حنين .
    عادوا يحملون قتلاهم وجرحاهم بدلا من العودة بالمسروقات والمنهوبات .
    عادوا بالجرحي للمستسفي واي مستشفي الذي بداوي القتلة والمواطن يتم تدمير مستشفياته ونهب ادويتها كما فعلوا في مستشفي اب قوته . النهج الذي انتهجته ولاية الجزيرة مع التمرد يجب أن يستمر من أجل القضاء علي الخلايا النائمة والمتسللين وإعادة النازحين الي المواقع التي خرجوا منها وبسط يد الجيش في كل الولاية شمالها وغربها وشرقها مع تسليح المستنفرين والقباىل لتقوم بدورها في الدفاع عن الوطن . ولابد من تقوية الإعلام ووزارة الإعلام في ولاية الجزيرة لتمليك المعلومات والحقائق للمواطنين ومحاربة الشائعات والدعاية السوداء للتمرد .
    جيش واحد شعب واحد .